ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مخاطر كثرة استعمال التقنية تعليم الأطفال كيفية استعمال التقنيات وتوظيفها للتعليم أهمية تطوير التقنيات في المدارس نصائح لتنمية التعلم التعاوني كلمة شكر ووفاء للدكتور محمد كمال عفيفي

كيف تحول الحصة المدرسية إلى متعة ؟



كيف تحوّل الحصة المدرسية إلى متعة

من خلال توظيف التقنيات الحديثة ؟
توظيف التقنيات التعليمية الحديثة في مواقف التعليم والتعلم:

بدية أود التأكيد على عدة نقاط حول العلاقة بين التقنيات التعليمية وبين استمتاع الطالب بالحصة المدرسية:

* إن مجرد استخدام الوسيط التقني في مواقف التعليم والتعلم لا يؤدي تلقائياً إلى جعل الحصة ممتعة.

* أن زيادة عدد الوسائط التقنية المستخدمة في الحصة لا يؤدي حتماً إلى جعل الموقف التعليمي التعليمي موقفاً ممتعاً ومشوقاً.

* أن توظيف التقنيات التعليمية المتقدمة في العملية التعليمية لا يعني تراجع أهمية أدوار المعلم، بل تغيرها وتطورها.

* أن الوسيط التقني هام في بعض مواقف التعلم، لكن المواقف الحية المباشرة ربما تكون أكثر فعالية وإمتاعاً في مواقف تعليمية أخرى.

* أن مدى تفاعل الطالب مع التجهيزات التقنية في مواقف التعليم والتعلم هو المعيار الحقيقي لمدى نجاح المعلم في جعل الحصة الدراسية ممتعة.

* أولاً : أهمية وسائط الاتصال التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم:

1 ـ توسيع مجال الخبرات التي يمر بها الطالب:

تساعد وسائط الاتصال التعليمية في تحسين مستوى التدريس بتعويض المتعلم عن الخبرات التي لم يمر بها سواء: لخطورة تعرضه لها (مثل التفجيرات النووية)، أو لبعدها عن مكان الدراسة (عند دراسة طرق استخراج الفحم والذهب من المناجم، أو حياة الإسكيمو)، أو لتباعد فترات حدوثها (مثل ظواهر الخسوف والكسوف)، أو لصِغر الشيء المستهدف دراسته (مثل دراسة الخلية الحية) أو لِكبره (عند دراسة حركة الكواكب، أو حركة الأرض)، أو معقدة (عند دراسة آلة الاحتراق الداخلي للسيارة)، أو مستحيلة (عند دراسة طبقات الأرض الداخلية، أو حياة قدماء المصريين).

في كل الخبرات السابقة يمكن الاستفادة من وسائط الاتصال التعليمية الحديثة في تحقيق تعليم أفضل يترتب عليه بالتالي تعلُّم أثمر.

2 ـ تساعد على فهم المتعلم لمعاني الألفاظ التي تُستخدم أثناء الشرح:

فكثيراً ما يُلاحظ أن الطلاب يرددون ويكتبون ألفاظاً دون أن يدركوا مدلولها، ولذلك فهم يعتمدون على حفظها واستظهارها حتى يحين وقت الامتحان للتخلص منها إلى الأبد، وتكون النتيجة نسيان هذه المعلومات بعد أدائهم للامتحان، لكن استعمال وسائط الاتصال التعليمية يزوِّد المتعلمون بأساس مادي محسوس لأفكارهم، وهذا يقلل من استخدام الألفاظ التي لا تفهمن لها معنى.

والأمثلة لذلك كثيرة، منها ما يلي:


أ ـ في دروس العلوم:

* موضوع تركيب الزهرة: يتضمن ألفاظاً مثل الكأس وسبلاته، والتويج وبتلاته، والطلع، والمتاع، والمبيض والقلم والميسم، والبويضة وحبة اللقاح … الخ.

* موضوع تركيب الحشرة: يتضمن ألفاظاً مثل قرون الاستشعار، والتعرّق الشبكي، والعين المركبة، والأرجل المفصلية … الخ.

* موضوع الميزان الحساس: يتضمن ألفاظاً مثل قب الميزان، ومنشور من العقيق، ومسمار محوي … الخ.

ب ـ في دروس الرياضيات: تتضمن كثير من الألفاظ مثل المكعب، والمنشور، والمثلث، ومتوازي الأضلاع، ونصف القطر … الخ.

ج ـ في دروس اللغة: يرد كثير من الألفاظ وتتضمن كثير من مهارات التخاطب والكتابة التي يمكن توظيف الوسائط التكنولوجية في تيسير فهمها.

د ـ في الدراسات الاجتماعية: ترد مصطلحات مثل الهضبة، والجبل، والسهل، والطقس، والمناخ، والقارات، والأرض، والخور، والخليج، … الخ.

وغني عن الذكر أن استخدام المعلم لوسائط الاتصال التعليمية يجنب الطلاب ترديد الألفاظ وكتابتها دون إدراك مدلولها، ودون تكوين صورة ذهنية صحيحة عنها.
3 ـ تساهم في زيادة ثروة الطلاب من الألفاظ الجديدة:

تقوم وسائط الاتصال التعليمية بدور هام في زيادة ثروة الطلاب من الألفاظ الجديدة، ويتضح ذلك مثلاً عند قيامهم برحلة تعليمية لمصنع صابون مثلا، فيرى الطلاب خطوات صناعته، ثم يعبّرون عمّا شاهدوه مستخدمين ألفاظاً جديدة ذات معنى واضح بالنسبة لهم(قد يسمعونها من المهندس المرافق لهم)، مثل التسخين، والغليان، والأنابيب، والصودا الكاوية، والقِدر … الخ.

4 ـ تعمل على إثارة اهتمام المتعلمين وعلى إيجابيتهم للتعلم:

ما الفرق بين فصلين: في أحدهما يقوم المعلم بالشرح الشفوي (الإلقاء)، وفي الآخر يقوم المعلم ـ

في نفس الموضوع ـ بتجارب عملية، أو يستعمل خريطة أو نموذج؟ تدل المشاهدات على أن الأرجح أن طلاب الفصل الأول يغلب عليهن النعاس والملل، أو الشغب والثرثرة، بعكس طلاب الفصل الثاني الذين يبدو عليهم الاهتمام والإيجابية، وتتبُع الدرس والاندماج والمشاركة فيه.

5 ـ تساعد على جعل الخبرات أبقى أثراً:

تتصف وسائط الاتصال التعليمية بأنها تقدم للمتعلمين خبرات حية ـ أو ممثلة لها ـ وقوية التأثير، ويبدو أن هاتين الصفتين تؤديان إلى بقاء أثر ما يتعلمه الطلاب والتقليل من احتمال نسيانه.

وقد بيّنت بعض الدراسات أن الطلاب ينسون حوالي 50 % من المعلومات التي يتعلمونها بالإلقاء التقليدي بعد عام واحد، وتصل هذه النسبة إلى 75 % بعد عامين من دراستها، في حين بينت البحوث أن وسائط الاتصال التعليمية تساعد على التركيز وتقليل النسيان، وبالتالي تقليل الفاقد في التعليم.

6 ـ تشجّع على النشاط الذاتي والتطبيق العملي لدى الطلاب:

تقوم وسائط الاتصال التعليمية بإثارة الحماس لدى المتعلمين وتشجيعهم على القيام ببعض الأنشطة بدوافع ذاتية، فمشاهدة فيلم عن تسوّس الأسنان قد يشجّع المتعلم على العناية بأسنانه.

وإذا شاهد ـ خلال رحلة تعليمية لمستشفى ـ آثار المخدرات على أجهزة الجسم لبعض المرضى، فربما يدفعه ذلك إلى المشاركة في جمعية لمكافحة المخدرات، وإذا شاهد لوحة عن القيمة الغذائية لبعض الأطعمة فربما ساعده ذلك على اختيار نوع الغذاء الذي يعطيه قدراً أكبر من القيمة الغذائية … وهكذا.




وللمزيد في هذا الموضوع  أدخل هنا